أحوال البلد

السبت، 26 أبريل 2008

عندما يصبح الحمار ملك الغابة!!

عندما يصبح الحمار ملك الغابة!!
ذات مرة قررت حيوانات الغابة ان تجرب حظها في ممارسة الديمقراطية بعد ان وصلتها موجتها وعلت صيحاتها وبدء سكان الغابة يتهامسون على ضرورة ان يمارسوا فن الديمقراطية اسوة ببني البشر,فليس البشر بارقى منهم "ديمقراطيتاً"!!. وفعلا, استطاع بعض وجهاء مملكة الحيوانات ان تقنع ملك الغابة"الاسد طبعا" بضرورة ان تسود الممارسات الديمقراطية في مملكته حتى لا تتعرض تلك المملكة الى حملة امريكية مثل التي تعرض لها "العراق"!! فيصبح حال مملكتهم الجميلة كحال هذا البلد المسكين الذي رفض الديمقراطية فذاق مرارة ما رفض وكان عاقبة امره خسرا. وعبثا حاول الاسد ان يقنع وجهاء الغابة والمعارضين بضرورة العدول عن هذه الفكرة, وذكرّهم بالخشية من ان تكون الانتخابات غير نزيهة وان يُصّدر بعض السادة في الحوزة الحيوانية فتواهم الانتخابية فتمتلء الصناديق باوراق الانتخابات المزورة بامر الفتوى الشرعية للسيد الحيواني مثلما حصل في عراق الديمقراطية الجديد!!.وطرح عليهم بديلا افضل عن اجراء الانتخابات الا وهو اجراء استفتاء شعبي لمعرفة راي الشارع الغابواتي به.لكن وجهاء الغابة قالوا له : لا نريد استفتاءات مثل تلك التي يجريها بشار الاسد او حسني مبارك, لا نريد استفتاءات "التسعة وتسعين بالمية"او استفتاءات "المية بالمية" للسابق صدام , ولن نبرح مكاننا حتى توافق على اجراء انتخابات ديمقراطية يشترك فيها كل سكان الغابة حتى المتوفين منهم او الذين في ارحام امهاتهم!! فان رفضت فان رقم الهاتف الجوال للرئيس الامريكي في ايدينا وسوف نتصل به بمجرد خروجنا منك ليُعلّمك كيف يكون عقاب من يرفض ركوب الموجة "ومن لم يحب ركوب الديمقراطية عاش طول العمر بين الاستفتاءات"!!.لم يجد الاسد وقد غلبت عليه الشيخوخة وفرّ عنه الاقرباء والابناء الا ان يستجيب لطلب الوجهاء في اجراء الانتخابات في مملكته.وتم اعلام الناس عزم مملكة الغابة ممارسة"الديمقراطية" و اجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة جدا حتى " النخاع " لاجل انتخاب ملكا للغابة,فقد ولت ايام الانقلا- بات والثور- ات المسلحة ,كما ولت ايام توريث الحكم والحاكم المطلق والقائد الضرورة , وحان الوقت للحيوانات ان تبدي رأيها وتدلي بدلوها لانتخاب من يحكمها ويصير رمزا لها.
امتلئت الغابة باللافتات التي لا يجد من يطبقها ولا من يُحاكم عليها فالكلام ببلاش "كما يقولون".فلافتة تقول"سوف نجعل من الغابة "دبي" الحيوانات, واخرى تقول "سوف نمنح كل حيوان برميلا من نفط الجنوب يوميا" واخرى تقول"من لا ينتخب قائمة السيد فزوجته الحيوانة طالق بالثلاث".... وامثال هذه الشعارات التي لا تجد من يصدقها ,ولا غاية لها ولا فضل سوى على الخطاطين الذين انعشتهم هذه الحملة الاعلانية وملئت جيوبهم بالدولارات بعد ان جففتها اجهزة الحاسبات والاعلانات الحديثة بواسطة "الفليكس" كما يسمونها.وجاء يوم الانتخابات,واحتشدت الحيوانات من كل طائفة وفصيل وقطيع , كل منها يطمع ان يكون ملك الغابة الجديد من طائفتها.وجرت الانتخابات حرة ونزيهة وشفافة اكثر بكثير من "حرية" و"نزاهة" و"شفافية"الانتخابات العراقية السيستانية.وتم فرز الاصوات وظهرت النتائج في اليوم التالي فقد كانت بكل الاحوال افضل من انتخابات الرئاسة الامريكية التي وجدوا بعض صناديق الانتخابات مرمية في احد المزابل, او خلف احدى الكنائس!!.وتفاخرالجميع بنجاح التجربة الديمقراطية حتى قبل ان تظهر النتائج !!وبعد فترة من الانتظار , ظهرت النتائج...وحدث ما لم يكن في الحسبان, فقد ظهر ان النسبة الاكبرمن الاصوات قد ذهبت الى..........." حمار" !!! نعم الى "حمار"!! ياللعار فقد اصبح الحمار ملكا على الديار!!. لقد تبين ان الحمير هي اكثر حيوانات الغابة عددا وانها تحتل "الغالبية" العظمى من الشعب الحيواناتي . وقد ساعد في حصول الحمار على هذه النسبة كثرة عدد الحمير المستوردة من الهند منذ ايام الاحتلال البريطاني للعراق في بدايات القرن الماضي ,والتي اسُكنت في الجنوب, والتي كانت غالبيتها تعمل في خدمة الملك "الاسد",والتي كانو يطلقون عليها اسم "الشروقية".وهكذا وبين عشية وضحاها تحول الحمار من "عبد" يخدم في اسطبل الملك الى"سيد" يجلس على العرش الذي كان ينظف اسفله .وهكذا اصبح ملك الغابة مَن كان قبل يوم عامل نظافة!!.لم يصدق سكان الغابة بصدقية ونزاهة الانتخابات رغم ان كل لحان الاشراف الامريكية تشير الى مصداقيتها وانها جرت بحرية تامة ومن يقول غير ذلك يعرض نفسه للخطر, على ان حق الاعتراض مكفول للجميع!!!!, واعترضت الكثير من الحيوانات على هذه النتيجة,وكان عاقبة بعضها ان ترمى فوق المزابل جثثا هامدة,او ان تزج في معتقل في احدى الجزر الكوبية,او تدفن في ملجاء العامرية, رغم ان حق الاهعتراض مكفول للجميع كما قالوا وقلنا!!. لا يعقل لحمار ان يقود الغابة ,هكذا قال المعترضون,فالحمار حمار ولا يصلح الا ان يكون حمارا,فهو لا يمتلك اي من مؤهلات الرئاسة فلا علمه ولا ذكائه ولا قوته ولا شهادته العلمية ولا نَسَبَه ولا شكله ولا صوته ولا حضوره الاعلامي يؤهلانه لان يكون ملكا للغابة.هل يعقل ان يترأس الغابة حمار ابن حمار؟! شيء لا يصدق. وبدأت الحيوانات تطعن وتسب وتشتم الانتخابات والنظام الديمقراطي برمته وتلعن الذي جاء به ,فهل سيصبح الحمار ملكا للغابة فقط لان عدد الحمير اكثر من غيرها من الحيوانات؟ هل يمكن ان يكون العدد هو المؤهل الوحيد والاكبر في ان يكون الحيوان ملكا على باقي الحيوانات؟!, لماذا لم يفز الاسد او النمر او الصقر او حتى الدب بهذا المنصب؟. هم احق به من غيرهم. ان كانت الديمقراطية تقود الى ان يكون الحمار ملكا على الغابة فلتسقط الديمقراطية وليسقط من جاء بها,فالنظام الذي يقود الى مثل هذه النتائج يمكن ان يطبق في امريكا او في العراق او في عالم البحار حيث يمكن لامثال الحمير هنالك ان تحكم,اما ان يطبق في مملكة متطورة مثل مملكة الحيوانات وبوجود شخصيات مرموقة لها تاريخها وقوتها ونفوذها ومؤهلاتها فذلك اهانة لا تستطيع الحيوانات ان تتحملها.ولكن الديمقراطية هي الديمقراطية وما دامت الديمقراطية قالت ان ملك الغابة هو الحمار فعلى الجميع ان ينهقوا وبصوت واحد "عاش الحمار"!!.ولكم ان تتخيلوا بعد ذلك كيف سيكون حال الغابة التي يجلس على عرشها حمارا!!.من الؤكد ان يكون حالها اسوء من حال العراق او على الاقل مثله.فاذا تشابهت المقدمات تشابهت النتائج كما يقولون.لا نريد من ذكر هذه القصة التشبيهية الا الاشارة الى ان هنالك عيوبا تعتلي النظام الديمقراطي برمته ,وان هذا النظام الوضعي فيه من العيوب ما لا يمكن احصائها واكبر تلك العيوب هو انه يعتمد في تنصيب الرئيس على العدد وليس على الكفاءة,وهذه سلبية عظيمة لا يمكن لاي حضارة ان تعتمدها اسلوبا للرقي الحضاري.

هناك 6 تعليقات:

امل يقول...

حقيقي بداية رائعة

ربنا يوفقك

namer يقول...

شكرا على الزيارة امل
نأمل التواصل

السكندرى يقول...

بداية مشرقة
وفكر مضىء

أخى الحبيب
أتفق معك أن الديمقراطية نظام وضعى له عيوب يعتمد على إختيار من يؤيده العدد الأكبر

فقد يؤيد السواد الأعظم حمارا ليحكمهم

ولكن ليتنا فى وقتنا الحالى نستطيع إختيار من نريد وإن كان حمارا

فدعاة الديمقراطية أنفسهم انقلبوا عليها وما حكومة حماس فى فلسطين ببعيدة عنا

حينما اختارها الشعب فى أنزه انتخابات ديمقراطية عرفها الشرق الأوسط وتحت إشراف دولى

ولكن حينما أتت تلك الديمقراطية بمن لا يرضى عنه الأمريكان ومحركيهم الصهاينة سرعان ما انقلبوا على أعقابهم وحاصروها واتخذوا كل الإجراءات لإقصائها عن الحكم

يعنى من الأخر أنا موافق مبدئيا إننا نمشى بالنظام الديمقراطى وإن كنت من غير المؤمنين به

ولكن الأن هو أضعف الإيمان فحتى لو الشعب له الحق فى الإختيار فحينما سيختار الحمار ويفشل فى الإدارة سيستطيع فى المرة التالية إختيار الأسد او الصقر او حتى ثعلبا مكارا المهم أن القرار قراره وهو فى غالب الأحيان يكون صائبا

تقبل تحياتى واتمنى التواصل دائما

namer يقول...

الاخ العزيز المقصود ان الاختيار لبد ان يقوم على اختيار الكفاءت وليس الاغلبية اهم شيء هو ثبات الشعب على الاختيار وعدم التراجع عنة شكرا على التواصل

أبو نزار عبد الرحمن الشرقاوى يقول...

أخى العزيز ...الديموقراطيه ليست كتابا منزلا مقدسا وإنما هى إجتهاد بشرى قابل للخطأ والإصلاح ولكن اعطنى بديل واضح؟؟؟حتى إسلاميا ولنكن واقعيين ليست ثمه نظام محدد فقد قامت فى ظل الحضارة الإسلاميه أنظمه حكم عديده أغلبها أنظمه فاشله أظلم واقسى من النظام الديموقراطى ما بين أنظمه حكم ثيوقراطيه وأرستقراطيه وبرجوازيه ودكتاتزريه وفاشيه..إننى إعتقد أن الحكم إجتهاد بشرى قابل للتحويل والتبديل بما يتناسب وظروف كل أمه وأحوالها ومدى رقيها لكنه ليس نصا مقدسا منزلا فى كتاب سماوى واليدموقراطىيه ليست كما يزعم الغلاة من دعاه السلفيه دينا وثنيا جديا وإنما هو أفضل ما أنتجه العقل البشرى من أنظمه الحكم رغم عيوبه وأتسائل إذا كان هناك ألف حمار وعشرة أسود فما هو الحال إذا حكم الأسد الحمير؟؟الغالب أنهمخ سيأكلون الحمير واحدا وراء الآخر,إذا كنت حمارا فأنا أفضل أن يحكمنى حمار على أن يحكمنى أسد,لماذا نعتقد أن العامه من الحمير وأن الحكام فئه مميزة خلقت من طينه أخرى؟

namer يقول...

كلامك جميل ولكن الى يراجع السيرة النبوية وطريقة الحكم للمدينةالمنورة
يجد ان الرسول صلى اللة علية وسلم
كان حكمة كلة بالقرأن فكان خير حكم ولننظر الى حكم الصديق رضى اللة عنة وحكم الفاروق رضى اللة عنة والى حكم عمر بن عبد العزيز كل هؤلاء حكمو بشرع اللة الذى رباهم علية الرسول صلى اللة علية وسلم